التبادل التجاري السوري الصيني تجاوز المليار دولار وفق موسوعة المصدر السوري
محمد لسينسيريا: مسارات الحزام والطريق تهدف شكلياً إلى إحياء طرق التّجارة القديمة البريّة والبحريّة وفي باطنها تستهدف كتلة بشريّة هائلة
علي محمود سليمان
تناقلت وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية أخبار الزيارة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى جمهورية الصين الشعبية والتي جاءت بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تعد الزيارة الرئاسية الأولى منذ عام 2004 إلى الصين.
ووفق العديد من المحللين والخبراء فإن الزيارة اتسمت بأهمية خاصة نظراً للموقع الجغرافي لسورية ضمن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013.
المحور التجاري
الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة موسوعة المصدر السوري إياد محمد بيّن أن أهمية مبادرة الحزام والطريق تأتي كونه مشروع عالمي ضخم للبنية التحتية والتنمية الاقتصادية، يهدف إلى بناء شبكة اقتصادية وهياكل أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وما وراء ذلك.
محمد وفي حديثه لصحيفة سينسيريا أوضح أن الصين تعمل ضمن عدة محاور في خطوات عملها للمبادرة ومنها المحور التجاري حيث ترغب الصين بالمحافظة على أسواق التّصدير، وفتح أسواق تصدير جديدة، فتتحول هذه المبادرة تدريجياً إلى تحالفات تجاريّة ترسخ مكانة الصّين تجارياً بشكل مستدام، ففي عام 2017 بدأت الصّين تجني أرباح هذه المبادرة فارتفعت صادراتها إلى الدّول التي تقع ضمن المسارين (الحزام والطريق) بنسبة 16٪، ونمت وارداتها بنسبة 27٪، وزيادة الواردات بدوره يؤدي لزيادة الإنفاق وتعزيز اقتصادها.
المحور النقدي
أما المحور الثاني وفق الخبير الاقتصادي إياد محمد فهو المحور النقدي وهو هام جداً، إذ تسعى الصّين لزيادة التّبادل التّجاري بالعملة الصّينيّة، ومن فوائدها تقليل تكلفة التّبادل التّجاري، وتقليل وقت التّسويّة (قياساً بالتّعامل باليورو أو بالدولار)، وتقليل مخاطر تقلبات أسعار الصّرف بالنّسبة لشركاتها.
وتروج الصّين لاستخدام (اليوان) في التّعاملات التّجاريّة والمشاريع، حيث أن اتساع استخدام عملتها يجعلها عملة احتياطي وعملة صعبة.
ومن بين جهود الصّين أيضاً – وفق محمد – فتح بورصة لتداول عقود النّفط باليوان الصّيني، لذا فإنّ (اليوان الصيني يهدد الدولار)، من جهة لإنّ الصّين أكبر مالك للاحتياطات الأجنبية بـ 3 تريليون الدولار، ومن جهة أخرى لأنّ 10,92 من احتياطات الدّول لدى صندوق النّقد باليوان، لذا فهو الثّالث بين العملات الأكثر استخداماً كاحتياطي لدى صندوق النّقد، والجّدير بالذّكر أنّ وحدات السّحب الخاصة تتألف من 5 عملات وهي:
● الدولار $ بنسبة 41,73٪.
● اليورو € بنسبة 30.39٪.
● اليوان ¥ بنسبة 10,98٪.
● الين الياباني ¥ بنسبة 8,33٪.
● الجّنيه الاسترليني £ بنسبة 8,09٪.
المحور الجيوسياسي
وحول هذا المحور يرى رئيس مجلس إدارة موسوعة المصدر السوري أن مبادرة (الحزام والطريق) كانت قد تجنبت العبور الجغرافي ضمن سورية خلال عام 2013 (عام إطلاق المبادرة) وذلك كون الأوضاع الأمنية في ذلك الوقت كانت تعوق هذا الأمر، والآن مع تحسن الأوضاع في سورية وعودة الاستقرار وإن كان نسبياً للجغرافية السورية فإن المبادرة أعادت أحياء العبور الجغرافي ضمن سورية.
مضيفاً بأن المبادرة تهدف شكلياً إلى إحياء طرق التّجارة القديمة البريّة والبحريّة، ولكن في باطنها فإن المسارات تستهدف كتلة بشريّة هائلة، والغريب في الأمر أنّ المسارين البري (الحزام) والبحري (الطريق) تلافيا إلى حد كبير المرور بمدن وموانئ عربيّة، وعلى الرّغم من مرور المسار البحري من (قناة السويس والبحر الأحمر)، إلا أنّ المسار لا يقف عند أي من الموانئ الخليجيّة العربيّة، إلا أن بعض الخرائط التّفصيليّة تشير إلى أنّ ميناء السّويس المصري قد يكون من أحد المرافئ ضمن المسار!
ومن هنا يأتي الاعتقاد أنّ المسار البحري وحتّى البري تم تصميمهم أيضاً لأهداف جيوسياسية قد تولد تحالفات من نوع آخر بعيداً عن التّجارة.
التبادل التجاري السوري الصيني
وبالعودة إلى العلاقات السورية الصينية فإن قيمة التبادل التجاري والسلعي بين الجمهورية العربية السورية ودولة الصين الشعبية بلغت 671.7 مليون دولار في العام 2020 موزعة إلى 671 مليون دولار قيمة المستوردات السورية من الصين، في حين كانت قيمة الصادرات السورية إلى الصين بقيمة 700 ألف دولار.
وفي العام 2021 تحسن التبادل التجاري بين البلدين وفق بيانات موسوعة المصدر السوري، حيث بلغت القيمة الإجمالية للتبادل التجاري أكثر من 800 مليون دولار، مقسمة ما بين 799 مليون دولار قيمة مستوردات من الصين، و1.1 مليون دولار قيمة صادرات سورية إلى الصين.
واستمر التحسن في العام 2022 حيث تجاوزت قيمة التبادل التجاري بين البلدين حاجز المليار دولار، فكانت قيمة المستوردات السورية من الصين بحوالي 1.117 مليار دولار، فيما تحسنت قيمة الصادرات السورية إلى الصين وبلغت 1.6 مليون دولار.
التبادل السلعي
وبحسب بيانات موسوعة المصدر السوري فإن مادة لنت القطن وزيت الزيتون السوري وصابون الغار من أهم المواد المصدرة إلى الصين حيث قُدرت قيم وكميات الصادرات من هذه المواد إلى الصين في العام الماضي بما يزيد عن 3 آلاف طن من لنت القطن بقيمة تصل لحوالي 900 ألف دولار، و86 طن زيت زيتون بقيمة تبلغ حوالي 360 ألف دولار، و250 طن صابون الغار بقيمة تقارب 230 ألف دولار.
أما بالنسبة للمواد المستوردة من الصين فإن أهمها خلال العام الماضي وفق موسوعة المصدر السوري هي الخيوط والقماش من مختلف الأنواع، بما يزيد عن 130 ألف طن وبقيمة تقارب 245 مليون دولار، ومادة الأرز بكمية تزيد عن 160 ألف طن وبقيمة حوالي 120 مليون دولار.
بالإضافة إلى مختلف أنواع القطع اللازمة للسيارات والآلات ومكنات التصنيع، بكمية تصل لأكثر من 160 ألف طن وبقيمة تقارب 100 مليون دولار، كما أن متطلبات منظومات الطاقة الشمسية من أهم المستوردات بكمية تزيد عن 45 ألف طن وقيمتها حوالي 113 مليون دولار، بالإضافة إلى سلع كيميائية تستخدم مدخلات للصناعة بكمية ما يزيد عن 47 ألف طن وبقيمة تقارب 75 مليون دولار.
المصدر: سنسيريا اخبار الاقتصاد السوري